ألمانيا، ديسمبر 2024 - هزت قضية طالب العبد المحسن أوروبا. فالرجل المولود في السعودية، والذي تدرب كطبيب نفسي، لم يكتفِ بإطلاق النار الجماعي في سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ الذي خلف خمسة قتلى وأكثر من 60 جريحًا، بل كشف أيضًا عن حقيقة مزعجة: تشدده الراديكالي المعادي للإسلام.


من هو طالب؟

وصل طالب إلى ألمانيا في عام 2006، هارباً من بلده الذي ادعى أنه يتعرض فيه للاضطهاد. وفي عام 2016 حصل على حق اللجوء، وعُرف لفترة من الوقت كناشط حقوقي وناقد للنظام السعودي. لكن مع مرور السنوات، اتخذ خطابه منحىً راديكاليًا.
وقدمت نفسها على أنها "المعارضة العسكرية السعودية"، وهاجمت الإسلام علنًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت في دعم اليمين الألماني المتطرف، وخاصة حزب البديل من أجل ألمانيا المعروف بموقفه المعادي للهجرة والإسلام.

كانت منشوراته مليئة بالرسائل التحريضية: فقد اتهم ألمانيا بـ"أسلمة أوروبا"، كما أنه كان يحمل أسلحة نصف آلية وشارك محتوى يقترب من شبه العسكري. وتحول من لاجئ ممتن إلى محرض متطرف ذي خطاب إسلاموفوبي خطير.

الهجوم في ماغدبورغ

في 21 ديسمبر، قاد طالب سيارته من نوع BMW بأقصى سرعة وسط الحشود التي كانت تستمتع بأجواء عيد الميلاد. قاد سيارته لمسافة تزيد عن 400 متر، ودهس عشرات الأشخاص. سيطر الرعب على المشهد. ألقي القبض عليه بعد ذلك بوقت قصير، لكن الضرر كان قد وقع.
لا يزال التحقيق مفتوحاً، لكن هناك دافعان محتملان يتم النظر فيهما بالفعل: أيديولوجية تتسم بكراهية الإسلام... أو مشاكل نفسية غير معالجة. وربما كلاهما.

ملف تعريف غير مريح

هذه القضية تكسر كل القوالب. فطالب ليس "ذئبًا منفردًا نموذجيًا"، ولا جهاديًا يقوم عادةً بهذه الأعمال. إنه مرتد عن الإسلام، ولديه خطاب متطرف للغاية لدرجة أنه وجد صدى في الجماعات اليمينية المتطرفة.
لقد فتح هجومه نقاشًا في ألمانيا وفي جميع أنحاء أوروبا: ماذا يحدث عندما لا تأتي كراهية الإسلام من الإسلام الراديكالي، بل من أولئك الذين يرفضونه بشدة من الداخل؟

¿هل نواجه نوعًا جديدًا من التطرف؟

يمثل طالب شخصية جديدة مزعجة: شخصية المتشدد العنيف المعادي للإسلام، الذي لا يرفض الإسلام فحسب، بل هو مستعد للقتل لإثبات ذلك.
إن ما حدث في ماغدبورغ هو تحذير واضح: التطرف ليس له وجه واحد فقط، والكراهية، أينما كانت مصدرها، تنتهي دائمًا بمأساة.



من موقع ريف بوست

قضية طالب ليست مجرد مأساة، بل هي تحذير. ففي الوقت الذي تسعى فيه أوروبا جاهدةً لبناء مجتمعات شاملة، تظهر أصوات تخفي تحت شعار الحرية أو الحقوق خطاب كراهية.
التطرف لا يعرف دينًا أو علمًا. اليوم كان متطرفًا مسلمًا سابقًا متطرفًا، وغدًا يمكن أن يكون أي متعصب آخر من أي جانب.

إلى أي مدى نحن مستعدون لاكتشاف مثل هذا التنميط قبل فوات الأوان؟ أين هي الحدود الفاصلة بين النقد الديني والكراهية المتخفية في زي النشاط؟


نريد أن نعرف رأيك

هل تعتقد أن أوروبا تتجاهل نوعًا جديدًا من التطرف؟
هل يجب مراقبة هذا النوع من الخطاب المعادي للإسلام عن كثب؟
إلى أي مدى تصل حرية التعبير عندما تتقاطع مع الكراهية؟

اترك لنا تعليقاً أدناه وانضم إلى النقاش.
صوتك مهم أيضاً.


0أسهم

سوف تحب أيضا

المزيد من نفس المؤلف

لا تعليقات +

أضف لك