حث العاهل المغربي الملك محمد السادس الشعب المغربي على الامتناع عن الاحتفال بعيد الأضحى التقليدي لهذا العام، والمعروف باسم عيد الأضحى، بسبب الجفاف الطويل ونقص المواشي الذي تعاني منه البلاد. ومن المقرر أن يقام العيد، وهو أحد أهم الأعياد في التقويم الإسلامي، في شهر يونيو.
وقد جاء هذا الإعلان على لسان وزير الشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الذي ألقى رسالة من العاهل المغربي خلال نشرة الأخبار الرئيسية للقناة الأولى المغربية. وأشار محمد السادس في بيانه إلى التراجع الكبير في أعداد الثروة الحيوانية الذي يعزى إلى التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه المغرب. كما شدد على أن إقامة المهرجان في ظل هذه الظروف قد يضر بشرائح واسعة من السكان، خاصة ذوي الدخل المحدود.
كانت المرة الأخيرة التي علّق فيها المغرب هذه العطلة في عام 1996، عندما اتخذ الملك الحسن الثاني آنذاك قراراً مماثلاً بسبب الجفاف الشديد. على مدى السنوات الست الماضية، شهد المغرب جفافاً شديداً أدى إلى انخفاض احتياطي المياه في الخزانات إلى أقل من 301 تيرابايت إلى 3 أطنان من طاقتها الاستيعابية وتسبب في انخفاض الثروة الحيوانية بمقدار 381 تيرابايت إلى 3 أطنان منذ عام 2016.
وفي مواجهة هذا الوضع، أوصت السلطات بتخفيض استهلاك اللحوم والحد من عمليات ذبح الحيوانات للسماح لقطاع الثروة الحيوانية بالتعافي. وكإجراء مؤقت، وقّع المغرب اتفاقًا لاستيراد 100,000 خروف من أستراليا، بهدف تحقيق استقرار الأسعار في السوق المحلية وضمان إمدادات اللحوم.
يُحيي عيد الأضحى ذكرى استعداد النبي إبراهيم (إبراهيم) للتضحية بابنه طاعةً لله. وعادةً ما تقوم العائلات المسلمة بالتضحية بحيوان، وعادةً ما يكون خروفًا، وتتقاسم لحمه مع الأقارب والمحتاجين. هذا العام، حث الملك محمد السادس المواطنين على إحياء العيد هذا العام من خلال الصلاة الجماعية والتضامن والصدقة، بدلاً من الأضحية المعتادة.
ويعكس هذا القرار خطورة التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه المغرب ويسعى إلى حماية الأسر الأكثر ضعفاً في سياق الموارد المحدودة.
لا تعليقات +
أضف لك