ماذا لو أنك في كل مرة تشتري فيها منتجاً من السوبرماركت، يخبرك تطبيق ما إذا كان شراؤك يمول الاحتلال ومندوب

sion؟ هذا بالضبط ما يفعله تطبيق "لا شكرًا"، وهو تطبيق أصبح في غضون أشهر قليلة ظاهرة عالمية.

وُلد التطبيق، الذي أنشأه المهندس الفلسطيني الشاب أحمد بشباش، بعد مأساة شخصية وبهدف واضح للغاية: أن يتمكن المستهلكون من استخدام قوتهم الشرائية كسلاح سلمي ضد الظلم. ومنذ إطلاقه في نوفمبر 2023، استمرت الأداة في النمو، وحصدت بالفعل مئات الآلاف من التنزيلات حول العالم.

طريقة عمله بسيطة: تقوم بتوجيه الكاميرا إلى الباركود الخاص بأحد المنتجات، وفي غضون ثوانٍ، يخبرك التطبيق ما إذا كانت هذه العلامة التجارية مرتبطة بشركات تتعاون مع إسرائيل. إذا كانت كذلك، يظهر تحذير: "توقف، هذا المنتج يمول الاحتلال". وإذا لم يكن كذلك، يظهر الضوء الأخضر ويمكنك التسوق بضمير مرتاح.

الأمر اللافت للنظر ليس فقط التكنولوجيا، ولكن السرعة التي انتشرت بها. فعلى تطبيق TikTok وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، يشارك آلاف المستخدمين مقاطع الفيديو التي تُظهر كيف يتجنبون منتجات الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات. لقد أصبح التطبيق نوعًا من "الرادار الأخلاقي" الذي يجعل أكثر من شركة غير مرتاحة ويثير نقاشات في المتاجر الكبرى والجامعات وحتى على موائد العشاء العائلية.

الرسالة بسيطة ولكنها قوية: كل عملية شراء هي تصويت. وإذا بدأ الملايين من المستهلكين في قول "لا شكراً"، سيتعين على العلامات التجارية أن تستمع. فالأمر لا يتعلق فقط بالتوقف عن الشراء، بل يتعلق بفهم أن وراء كل ملصق قد يكون هناك قصة معاناة أو جدار مقام أو طفل بلا مستقبل.

في عالم تكثر فيه المعلومات المضللة، تظهر "لا شكرًا" كأداة تعيد للمستهلك السيطرة على الأمور. إنها طريقة لقول كفى دون رفع الصوت، بمجرد التلويح بيدك في السوبر ماركت. وهذا ما يجعلها قوية جدًا، وفي نفس الوقت مخيفة جدًا.

والسؤال الواضح الآن: هل ستستمر في الشراء دون النظر، أم ستنضم إلى أولئك الذين يستخدمون دفتر الجيب بالفعل كمقاومة؟

0أسهم

سوف تحب أيضا

المزيد من نفس المؤلف

لا تعليقات +

أضف لك