مدريد/برشلونة - لا يعد سباق فويلتا إسبانيا مشهداً رياضياً فحسب، بل هو أيضاً مقياس حرارة للمناخ الاجتماعي والسياسي. في منتصف السباق، تؤثر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين على المسار وتزيد من التوتر الدبلوماسي. وفي الوقت نفسه، تكثف أحزاب مثل سومار الضغط على إسرائيل وبنيامين نتنياهو، وتطالب الحكومة الإسبانية باتخاذ تدابير ملموسة. مثال واضح على كيفية تشابك الرياضة والسياسة.
الاحتجاجات في فويلتا: الرياضة كساحة سياسية
خلال عدة مراحل من سباق لا فويلتا كانت هناك احتجاجات حاشدة ضد إسرائيل وفريق إسرائيل-بريمير تيك. حتى أنه تم قطع الطريق في بلباو، مما اضطر إلى قطع المراحل قبل خط النهاية. أثارت هذه الأعمال توتراً مع المنظمين والشرطة، بسبب الخطر على سلامة راكبي الدراجات.
واختار الفريق الإسرائيلي إزالة اسمه من الزي الرسمي واستبداله بحرف "P" كبير ونجمة، وذلك لتقليل ظهوره وتجنب المواجهة المباشرة.
ردود الفعل السياسية: من وزير إلى رئيس وزراء
أعلن وزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، أنه سيدعم طرد الفريق إذا كان ذلك ممكناً، على الرغم من أنه أوضح أن هذا القرار لا يعتمد على الحكومة الإسبانية، بل على الاتحاد الدولي للدراجات (الاتحاد الدولي للدراجات).
ومن إسرائيل، رد بنيامين نتنياهو بشكر الفريق على صموده، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: "أنتم تجعلون إسرائيل فخورة".
من الحكومة: سومار يطالب باتخاذ إجراءات ضد نتنياهو
قدم شريك الحكومة سومار حزمة من خمسة إجراءات رئيسية ضد إسرائيل وقادتها:
إعلان نتنياهو وثلاثة من وزرائه أشخاصًا غير مرغوب فيهم.
أذكر السفير الإسباني لدى إسرائيل.
إقرار قانون حظر الأسلحة على وجه السرعة.
تقييد استخدام الموانئ والمطارات الإسبانية لعبور الأسلحة.
استبعاد الشركات الإسرائيلية من العقود العامة.
المناخ الاجتماعي: غالبية الإسبان يؤيدون العقوبات دون معاداة السامية
وفقًا لبارومتر معهد إلكانو الملكي لعام 2025، يرى 82 1 من أصل 3 من الإسبان أن الوضع في غزة يرقى إلى مستوى "الإبادة الجماعية"، بينما يؤيد 70 1 من أصل 3 من الإسبان العقوبات الأوروبية ضد إسرائيل. ومع ذلك، لا تزال نظرة الجالية اليهودية في إسبانيا إيجابية (5.7 من 10)، مما يعكس حقيقة أن الرفض يتركز على السياسة الإسرائيلية وليس على المواطنين اليهود.
خاتمة
ما حدث في لا فويلتا يعكس كيف أصبحت الرياضة مسرحاً للنقاشات العالمية. فالاحتجاجات والضغوطات التي مارستها سومار تضع الحكومة الإسبانية في قلب النقاش، بينما يصرّ نتنياهو على إظهار الحزم. في هذا السباق، يتخطى الجمهور الإسباني حدود المنافسة: إنه يطالب بالمسؤولية والتماسك والعمل السياسي.
هل تعتقد أن إسبانيا يجب أن تذهب أبعد من ذلك في فرض عقوبات على نتنياهو؟ اترك لنا رأيك في التعليقات وشاركنا هذا المقال لفتح النقاش.
لا تعليقات +
أضف لك