قررت شركة الشحن الدنماركية ميرسك، الرائدة عالميا في نقل الحاويات، نقل ميناء الاتصال لخدمة MECL التي تربط الهند والولايات المتحدة، من ميناء الجزيرة الخضراء إلى ميناء طنجة المتوسط في المغرب. يهدف هذا التغيير، الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من فبراير 2025، إلى تحسين أوقات العبور بحوالي خمسة أيام.

يُعد قرار ميرسك جزءًا من عملية الانتقال من تحالفها السابق 2M إلى التعاون الجديد مع شركة Gemini مع شركة Hapag-Lloyd. على الرغم من أن ميناء الجزيرة الخضراء لن يتوقف بعد الآن على خط MECL، إلا أن ميرسك أكدت التزامها بهذا الميناء، معتبرة إياه "محورًا رئيسيًا" لخدمات أخرى في "شبكة المستقبل".

وقد أثارت هذه الخطوة قلقًا في إسبانيا، خاصة بين رجال الأعمال في ميناء الجزيرة الخضراء، الذين يشيرون إلى أن المغرب يقدم مزايا تنافسية مثل اللوائح الأقل صرامة وتكاليف العمالة المنخفضة والبيئة المواتية للتجارة الحرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العبء الضريبي الجديد الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على انبعاثات الكربون قد يحفز خطوط الشحن على تحويل عملياتها إلى موانئ غير أوروبية مثل ميناء طنجة المتوسط.

اشتدت المنافسة في المغرب في قطاعي النقل البحري والسيارات في السنوات الأخيرة. وقد استقطب البلد استثمارات كبيرة، حيث أنشأ مصانع لكبرى الشركات الأوروبية المصنعة مثل رينو وستيلانتيس، ويخطط لإنتاج ما يصل إلى مليوني سيارة بحلول عام 2030. كما أن إنشاء مدينة السيارات في منطقة ميناء طنجة يعزز قدرتها التصديرية، مما يجعل المغرب مصدراً رائداً للسيارات إلى أوروبا.

باختصار، يعكس الانتقال الاستراتيجي لميرسك تغيرًا في ديناميكيات التجارة البحرية في المنطقة، مدفوعًا بعوامل تجارية وتنظيمية تفضل المغرب كمركز لوجستي ناشئ على حساب الموانئ الإسبانية مثل الجزيرة الخضراء.

0أسهم

سوف تحب أيضا

المزيد من نفس المؤلف

لا تعليقات +

أضف لك